امام المرآة وقد تأنق في البدلة السوداء مرة اخري اليوم هو عرسه ، واخيرا عصام اصبح عريس ، اقترب من العطر متنهدا وهو يضعه ثم زفر فرحا ليجد باب الغرفة يفتح
لتنظر مني الي ابنها وقد ترقرقت الدموع في عينها : مبروك يا عصام مبروك يا حبيبي
عصام بفرحة : الله يبارك فيكي يا ماما
ثم قبل يدها لتقطعهم سمية : انا كده حاعيط انا كمان
ثم يدخل كريم مصفرا : عقبالي يا رب
عصام : والله انا مش خايف الا من عينك دي يا عم كريم
كريم : لا متقلقش اخلع انت وانا اصلا حاحصلك علي طول
ثم نظر كريم لسمية ثم الي عصام ثم بدأوا وهو يخرج من الغرفة باتجه الباب
كريم وسمية : 1 2 3 ( يا عريس يا صغير علقة تفوت ولا حد يموت ، لابس ومغير وحتشرب لبن الكتكوت )
مني للثنائي الغنائي : كفاية بقي يلا عشان اخوكم ميتأخرش
لينزلوا الي السيارات سيارة باتجاه القاعة وسيارة باتجاه الكوافير
—————————————–
بينما هم في الطريق كانت ندي ونفيين في الكوافير لتشرد ندي في ليلة زفافها وهي تفكر فيما نويت فعله اليوم لكم كانت تريد استعادة الذكري ، اليوم سيكون اول يوما لهم في شقتهم الجديدة لقد قرروا ذلك حتي يستشعروا وكأن اليوم هو فرحا لديهم ايضا ، اما نفيين فقد حفظت الدرس وحضرت ما قالت عليه ندي من اجل ليلة مميزة
لحظات ووقفت السيارات امام الكوافير امام المرآة نظرت نفيين النظرة الاخيرة علي نفسها ، كم كانت اميرة بحجابها وزينتها لتطل باطلالة ملائكية تأسر عين من ينظر لها ، ليتقدم عصام بخطوات من اجل ان يأخذ عروسه والي السيارات ثم الي القاعة
الي قاعة النساء توجهت العروس والي قاعة الرجال توجه العريس ومرة اخري
تجمع الجميع حول نفيين بما فيهم فريدة وندي وشريفة ولوجي واحلام وسمية ومني ومحاسن ليصفقوا الجميع حول الاناشيد اما قاعة الرجال فالكل التف حول عصام وبدأت الاناشيد ثم حملوه وبدأوا يقذفوه الي اعلي
لتهدأ الاجواء في قاعة الرجال بعض الشئ ليجد عصام احدا قد امسك بكتفه وهو يهمس اليه : مبروك يا ابني
ليلتفت عصام غير مصدق : بابا
فتح ذراعيه ليحتضنه وعيناه دامعة : وحشتني اوي يا عصام
عصام وقد تأثر لوجوده : بابا معقول ، انت جيت امتي
جلال : انا اول ما عرفت يوم فرحك امتي قلت لازم احضر ، انا ياما اتحيلت عليك تجي تعيش معايا وانت اللي مش عايز ، بس انا نفسي تيجي مرة انت ومراتك وتتعرف علي اخواتك و تقعد معايا قولت ايه
عصام : ماشي يا بابا
جلال : مش ناوي توريلي عروسك
عصام : في القاعة التانية واحنا طالعين حتشوفها
حانت لحظة الخروج من القاعة وسط تأثر الجميع ، وسط فرحة امتزجت بالدموع فرحة والجميع يصافح ويسلم ليرمق جلال والد عصام مني بنظرة وتبادله النظرة ثم لحظة انتهي المشهد لينصرف كل منهم الي حياته
——————————————————–
فتح باب المنزل ليدخلا سويا ، نظر لها غير مصدق انها اليوم معه ، اغلق الباب خلفه وهو لايزال علي نظراته ، ابتسم وهو يمد يده ليمسك بيدها
عصام مبتسما : مبروك
نفيين بخجل : الله يبارك فيك
عصام : احنا حنفضل واقفين عند الباب كتير
نفيين : لا احنا حندخل عشان نتوضئ ونصلي
عصام : طب يلا
فتحا باب الشقة لينظرا الي شقتهم التي سيعيشون فيها ، علت الفرحة قلوبهم واخيرا منزلهم وليس منزل احد غيرهم ، لينظر حازم الي ندي مبتسما
حازم : مبروك يا نادو
ندي : الله يبارك فيك
حازم : طب احنا حنفضل عند الباب كتير
ندي : لا احنا حندخل اهو ، بس انا كنت عايزة اول حاجة نعملها مع بعض في شقتنا نصلي فيها ركعتين سوا
حازم : طب يلا
عصام وهو يطرق علي الباب : كل ده يا نفيين ، انا خلاص يا نفيين دقيقتين كمان وحاكسر الباب
نفيين وهي تتمتم : الله يسامحك يا ندي ، بقي هي دي القدوة ايه الفستان ده ، وضعت يدها علي وجهها الاحمر من فرط الخجل وهي غير مصدقة انها نفذت وصية ندي اغمضت عينها وهي تنظر نظرة اخيرة وهي تتوجه الي الباب لتفتحه اغمضت عينها بينما الباب يفتح ليدخل عصام وهو غير مصدق ، تقدم لينظر الي ما فعلت بالغرفة ولما ارتدت ذاك الفستان الابيض القصير عاري الظهر والكتفيين لينظر لها عصام بتعجب
وقد بدي عليه الاستغراب : هي نفيين راحت فين
نفيين وهي تضحك : ما انا اهو يا عصام
عصام بتعجب : عصام مين
نفيين : انا نفيين
عصام وهي ينظر لها ولايزال علي تعجبه : نفيين مين
نفيين : انت فقدت الذاكرة كمان
عصام : ذاكرة ايه ، انا فين
نفيين وهي تجذبه خارج الغرفة : بقي كده طب اطلع نام علي الكنبة اللي برة
عصام مازحا : ياه ايوة افتكرت ، ياه نفيين ، نفيين ايه اللي انتي عاملاه ده يا نفيين
نفيين بعتاب : يعني انا غلطانة عشان عايزة اعملك جو رومانسي تصدق قفلتني
عصام : لا قفلتني ايه بس ، لا لا لا يا نفيين ، الا الليلة دي يا نفيين دي ليلة مفترجة
ليعود هامسا : ايه الجمال ده كله ، ينفع كده مرة واحدة انتي متعرفيش ان قلبي الصغير لا يتحمل
نفيين : معلش خليه يتحمل انهارده عشان خاطري
حازم وهو يطرق علي الباب : يا ست الستات انا شوفت الفيلم ده قبل كده افتحي بقي ده حتي انك ممكن اغنيلك الاغنية علي الباب هنا
ندي : خلاص اهو اصبر شوية يا حازم
زفرت مرة اخري وهي تحاول غلق الفستان ولكنه ابي ان يغلق ، لتنظر ندي الي حملها الذي كان في شهره الرابع وتعاود الزفر ، تجمعت بعض الدموع في عينها وهي تحاول مرة اخري اغلاق الفستان واخيرا اغلق بصعوبة لتشعر ان انفسها تكاد تكتم من كثرة ضيقه ولكنها ستتحمل من اجل الا تخسر الليلة التي تمنت
لتتقدم خطوة الي الباب لتفتحه وهي لا تستطيع التحرك
ليدخل حازم مبتسما : لو مكنتيش في الرابع كنت قلت بتولد
ندي بضيق : معلش
حازم : طب يا ستي ولا يهمك
لينظر حازم لها مبتسما : ايه الجمال ده بس ، اول يوم في بيتنا مبروك علينا بيتنا يا حبي
ندي وهي تحاول ان تتنفس : مبسوط بجد
حازم : طبعا طول ما انتي جنبي انا دايما مبسوط ، مهما حصل حافضل مبسوط وحتبسط اكتر لو لبستي فستان تاني عرفتي تاخدي فيه نفسك
ندي باحراج : لا هو ده ———–
حازم : انتي حلوة في اي حاجة ، انا حاستني برة والبسي اللي يريحك ماشي
عصام : وهو يسمع الانشودة : لا انا عصام بجد اتثبت ، اتثبت اتثبت يعني
نفيين بهمس : عجبتك
عصام : انتي عارفة انها عجباني من اول يوم شوفتها فيه ، من اول يوم وانا باقول لنفسي دي بتاعتك يا عصام
نفيين : انا بتكلم علي الاغنية
عصام : وانا بتكلم علي اللي شغلتها
نفيين مبتسمة : طب خلينا نسمع بقي
عصام وهو يضمها اكثر : ماشي
( احبك مثلما انتي ————- احبك كيفما كنتي ————- ومهما كان مهما صار ———— انتي حبيبتي انتي ———— زوجتي ————– انتي حبيبتي انتي )
( احبك مثلما انتي ————- احبك كيفما كنتي ————- ومهما كان مهما صار ———— انتي حبيبتي انتي ———— زوجتي ————– انتي حبيبتي انتي )
حازم وهو يضمها اليه : جميل اوي الفستان ده ، تعرفي يا ندي من يوم ما عرفتك وعيني مبقتش تقدر تشوف غيرك
ندي مبتسمة : ياه بقي كل ده ، ده انا شكلي حاحب الشقة دي اوي
حازم : هو انا لسه قولت حاجة
ندي : كمان طب خلينا نسمع بقي
حازم وهو يضمها اكثر : ماشي
( حلالي انتي لا اخشي عزولا همه مقتي ، لقد اذن الزمان لنا بوصل غير منبتي ، سقيتي الحب في قلبي بحسن الفعل والسمت ، يغيب السعد ان غيبتي ، ويصفو العيش ان جيئتي ، نهاري كادحا حتي اذا ما عدت للبيتي لقيتكي فانجلي عني ضنايا اذا تبسمتي )
( احبك مثلما انتي ————- احبك كيفما كنتي ————- ومهما كان مهما صار ———— انتي حبيبتي انتي ———— زوجتي ————– انتي حبيبتي انتي )
عصام هامسا في اذنيها : بحبك اوي يا نفيين ، بحبك يا زوجتي
نفيين بضحك : يعني عجبتك زوجتك
عصام مازحا : الاغنية
نفيين مازحة : لا اللي مشغلها
عصام بحب : اوي اوي اوي
( تضيق بيا الحياة اذا يوما تبرمتي ، فاسعي جهدا حتي احقق ما تمنيتي ، هنايا انت فلتهناي بدفئ الحب ما عيشتي ، فروحانا قد آتلفا لمثل الارض والنبتي ، فيا املي ويا سكني ويا انسي وملهمتي يطيب العيش مهما ضاقت الايام ان طيبتي ، فيا املي ويا سكني ويا انسي وملهمتي يطيب العيش مهما ضاقت الايام ان طيبتي ، الايام ان طيبتي )
( احبك مثلما انتي ————- احبك كيفما كنتي ————- ومهما كان مهما صار ———— انتي حبيبتي انتي ———— زوجتي ————– انتي حبيبتي انتي )
حازم هامسا في اذنيها : بحبك اوي يا ندي ، بحبك يا زوجتي
ندي ضاحكة : وانا كمان بحبك اوي يا زوجي
حازم : ربنا يخليكي ليا يا ندي
ندي : ويخليك ليا يا حازم
————————————–
لتمر بيهم الايام وهم يكملون مشاور الحياة يوما بعد يوم
ليأتي ذاك اليوم علي هشام ، كان جاسا علي مكتبه منهمكا في عمله ليقطعه صوت الهاتف
هشام : سلام عليكم
منة : وعليكم السلام
هشام فرحا باتصالها : ازيك يا منة وازي زين
منة : انا باكلمك عشان زين
هشام باضطراب : ماله
منة بتوتر : الدكتور حددله معاد يعمل فيه عملية حيتشال فيها الورم اللي عنده
هشام بتوتر وهو يقف من مكانه : امتي
منة : بكرة ان شاء
هشام : طب انتي مش محتاجة حاجة
منة : لا بس ادعي لابننا يا هشام لو العملية نجحت حيخف ويبقي كويس
هشام : ان شاء الله
اغلق الهاتف ليرن في اذنه كلامها علي الرغم من ان هشام كان قد بدأ طريقا جديدا الا انه في هذا اليوم استشعر معني الجفوة التي تملأ قلبه ناحية ربه ، اقترب خطوات باتجه الشرفة نظر الي السماء وهو يقول في نفسه : يا رب رغم معصيتي ادعو يا رب يا رب يا رب ، يا رب اشفي ابني
صباح اليوم التالي ساد التوتر علي الجميع وهم يترقبون جلس زين علي الترولي الذي كان يتحرك به الي غرفة العمليات كان هشام يمشي علي يمينه ومنة تمشي الي يساره
اما زين فكان رغم المه مبتسما ، مبتسما لانه يري الي جواره ابوه وامه مد زين يدا من يده يمسك يد ابيه ومدا الاخري ومسك يد امه ، ليكمل الترولي طريقه باتجه غرفة العمليات وزين ممسكا بايديهم لحظة وبدلا من ان يترك ايدهم ضم يد ابوه الي يد امه وهو ينظر لهم ويقول مبتسما : انا باحبكم اوي
ليمسك ابوه وامه ايديهم وقد دمعت عيناهم ولحظة ودخل غرفة العمليات واختفي
لتقف منة تبكي بخوف علي صغيرها لتجد حينها هشام يحتضنها ليخفف عنها ، علي كتفه وضعت رأسها وباتت تبكي وهو يبكي ، من بعيد يراقبها عمها واميمة وهيثم
لتتأثر اميمة وقد بدأت تبكي لتجد هيثم قد مد يده بمنديل لها من اجل ان تمسح دموعها وعندها شعر هو نفسه انه بدأ يبكي حتي ممدوح ترقرقت الدموع في عينه علي صغير ابنة اخيه
لتمر اللحظات ثقيلة حتي يخرج الطبيب مطمئنا : مبروك يا مدام منة مبروك يا استاذ هشام ، العملية نجحت
ودون اي شعور منهم احتضنا بعضهم فرحا وظلوا متمسكين ببعضهم و بقوة
هشام بسعادة وهو يبكي : زين خف يا منة
منة وهي علي نفس حاله : ايوة خف يا هشام
هشام : يا ما انت كريم يا رب
—————————————
وتمر الايام اكثر واكثر الي ان يأتي ذلك اليوم علي ندي وحازم
ندي وهي تقظ حازم : حازم ———– حازم ، اه اه ه ه
حازم منزعجا : في ايه يا ندي
ندي وهي تتصبب عرقا : مش قادرة الحقني شكلي بولد
حازم وهو لايزال علي انزعاجه : الساعة 2 باليل يا ندي
ندي وهي تصرخ فيه : انا مالي انا اتنين ولا تلاتة اتصرف
حازم وهو يتمتم ولا يعرف ماذا يفعل اتجه الي التليفون ليتصل بالطبيبة : حد يولد اتنين باليل
لتصرخ اكثر : اخلص يا حاااااااااااااااااازم
حازم : طيب والله طيب
حازم : ايوة يا دكتورة ندي بتولد ، طيب يا دكتورة
فتح باب الشقة ونزل الي امه ومحاسن
حازم وهو يطرق الباب بقوة : يا دادا محاسن يا ماما
محاسن منزعجة : في ايه يا ابني
فريدة : في ايه
حازم : ندي بتولد
باقصي سرعة ( شريفة وفريدة و لوجي ومحاسن واخيرا وطبعا ندي وحازم ) الي المشفي
لتتعالي صرخات ندي وسط خوف حازم وتوتر الجميع حتي تأتي اللحظة المنشودة ويسمع صوت صرخات طفلا صغير
ليعلو اذان فجرا جديدا ليبدأ حينها مولودا جديدا اول ايامه انها الحياة بين نفس تولد ونفس تموت
حازم وهو ينظر لندي : صباح الخير
ندي وهي تشعر بالتعب : صباح النور
حازم وهو ينظر لابنه : شبهك اوي ، كده حيقولوا ان كنت باحبك اكتر
ندي بفرحة : حتسموا ايه
لوجي بابتسامة : نسميه كحلوش
شريفة وفريدة : ايه كحلوش
حازم وهو يمازح لوجي : كحلوش حازم رفعت الصاوي ، حلو كحلوش يا لوجي
لتدخل نفيين ثم يستاذن عصام ليتبعها : حمدلله علي السلامة يا ندي
ندي باعياء : الله يسلمكم
نفيين وهي تنظر للطفل : ماشاء الله يا خلاسي ، شبهك يا ندي ، حتسميه ايه
فريدة مازحة : كحلوش
عصام : ايه ، ده اسم طائر
حازم بجدية : حنسميه يوسف
لحظات من وسط التبريكات والتهاني الي ان اخيرا ترك حازم وندي بمفردهم لتستشعر ندي الفضول يدفعها الي سؤال
ندي : اشمعني يوسف
حازم وهو ينظر له : عشان يفكرني بتوبتي ، عشان كل ما ابصله افتكر الاية اللي بتقول (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) افتكر اليوم اللي كنت حاقع في مع جوليا في الزنا بس ايدي جت علي المصحف وما اقدرتش
لتعلو الابتسامة وجهها وهي تنظر له : ربنا يخليك ليا ويبارك لنا في لوجي ويوسف
حازم : يا رب يا ندي
ثم ينظر ليوسف : ينفع كده يا سي يوسف ضيعت علي مامتك شهر رمضان السنة دي ، حد يولد قبل رمضان باسبوعين
خطوات باتجه فيلا الدريني خطاها هشام من اجل ان يري ابنه ، كان زين ينتظره وما ان اطل برأسه حتي انطلق زين فرحا باتجاه ابوه
ليدخل هشام ويفتح لزين ذراعه : كل سنة وانت طيب يا زين
زين : وانت طيب يا بابا
هشام وهو يعطيه كيس بيده : ده فانوسك يا زين ، قولي بقي عجبك
زين : جميل اوي يا بابا
هشام : ايه رايك بقي تيجي معايا نصلي التراويح
زين فرحا : ماشي
ليقطعهم صوت منة وهي تنظر الي هشام : ازيك يا هشام كل سنة وانت طيب
هشام لمنة : وانتي طيبة
منة : انتم حتروحوا تصلوا التراويح
زين : ايوة ، تيجي معانا
منة وهي تنظر لهشام : ايوة استنوني حالبس واجي معاكم
حازم : يلا يا لوجي اختري ليكي فانوس وليوسف فانوس
لتختار لوجي فانوسا كبيرا لها وفانوسا صغيرا ليوسف
حازم : طب ليه مش زي بعض
لوجي : عشان انا كبيرة ويوسف صغير
ليضحك حازم : ماشي يا ستي
ثم ينظر الي امه بعد ان انتهوا من صلاة التراويح
حازم : كل سنة وانتي طيبة يا ست الكل
فريدة : وانت طيب يا حازم ، وربنا يا ابني يباركلك في رزقك الحلال و يخلف عليك بالخير دايما
حازم : مقولتليش بقي تعبتي في التراويح
فريدة : ده انا ما حستش براحة في حياتي قد انهارده ، ربنا بس يتقبل منا يا رب ويبعد قلوبنا عن حب الحرام
حازم مبتسما : يا رب يا ماما
وقف امام باب الفيلا وكان زين قد نام في المقعد الخلفي لسيارته ، نظر الي منة وهو يقول
هشام وهو ينظر بحب : لسه بردوا يا منة مش عايزة تسامحيني
منة وقد تأثرت بنظراته : لا خلاص يا هشام المسامح كريم
هشام بفرحة : بجد يا منة
منة وهي تنظر لزين : ايوة بجد
هشام مبتسما : منفسكيش نعمل فرح
منة باستغراب : فرح
هشام : ايوة تلبسي فستان ابيض وانا البس بدلتي ونعزم الناس ونفرح ، احنا بقالنا كتير اوي مفرحناش يا منة ، انا بقي نفسي افرح قولتي ايه
منة باستغراب : بس فرح واحنا عندنا زين
هشام : وايه يعني ما زين كمان نفسه يفرح ، ها قولتي ايه ، احجز قاعة اول يوم العيد واعمل فرح ، بس انا ناوي اعمله زي عصام وحازم ، ماشي
منة وقد شعرت بالفرحة : ماشي
——————————–
لتمر ايام رمضان بتراويحه واعتكافه وايامه هذا العام لم يعد هناك فريقين كما السابق باتوا كلهم علي طريقا واحد باتوا كلهم علي طريق الرجوع الي الله
مرة اخري صلاة العيد مرة اخري تعلو التكبيرات ويتجمع المصلين ليصطفوا صفوفا خلف بعضها من اجل الصلاة ، تعالت الفرحة في قلوب الجميع لكن الفرحة التي كانت في قلب هشام اليوم لم يكن لها وصف
انهي صلاة العيد وجلس في مكانه يسمع الخطبة ثم توجه الي منزله وبمجرد ما دخل انفرد بنفسه ليصلي لله ركعتا شكر علي ما اعطاه الله بعد كل ما كان بداخله من جفاء
ساجدا علي سجادة الصلاة وقد دمعت عيناه
هشام وهو ساجد : يا رب يا رب انا عبدك ، عبدك اللي غلط كتير اوي بس عشمان انك تسامحه ، عشمان انك تقبل توبته وانك تثبته علي الطريق ، انك تعينه وتبعد عنه وسواس الشيطان انك ترزقه حبك وحب من احبك وحب عملا يقربه الي حبك
اما في بيت شريفة كانوا كلهم مجتمعين اليوم لانهم معزمون علي الغداء ، لتتجمع الاسرة كلها بين الهزار والمرح والالفة والود
حازم لعصام : هشام عزمك علي فرحه
عصام : ايوة ده لف علي الدنيا كلها عشان يعزمنا لا وايه فرح اسلامي وقاعة مفصولة ، سبحان مغير الاحوال
حازم : بس انا فعلا مبسوط من جوايا عشانه وناوي اروح انا و ندي ولوجي
عصام : خلاص نروح كلنا
اما في بيت منة ، كانت تجهز نفسها لتذهب الي الكوافير هي واميمة
اميمة : انا حاحط الحاجات دي في العربية واستناكي
منة بفرحة : ماشي
خطوات باتجه النزول الي اسفل ليستوقفها هيثم
هيثم : عقبالك يا اميمة
اميمة بخجل : عقبالك انت كمان
هيثم : والله انا عايزك تدعيلي كده لان في فدماغي واحدة بنت حلال اوي نفسي اثبتلها ان انا كمان توبت وعايز ابدأ معها صفحة جديدة بس نفسي تصدقني
اميمة مبتسمة : لو صادق بجد فهي اكيد حتصدقك
مساءا امام المرآة وقد ملأته الفرحة تأنق امام المرآة وهو ينظر الي نفسه ليتوجه الي الكوافير باتجه ان يأخذ عروسه
في الكوافير امام المرآة غير مصدقة كم الفرحة بحجابها وزينتها البسيطة عرفت اليوم الاصل في ان تكون درة ليتها فاقت من سنوات وعلمت قيمة تلك الاشياء ربما حينها كانت اختصرت كل ذاك الالم من حياتها
لحظات واتي هشام ليصطحبها الي القاعة
وفي القاعة ومرة اخري ، حضر الجميع فرحهم ليفرح معهم لفرحتهم وفي قاعة النساء تجمعوا لينشدوا لها
وعند الرجال وايضا نفس الحال وكعادة كل مرة تجمعوا علي هشام ليبدأوا بقذفه
لينتهي الفرح ويتجهوا مع زين الي منزلهم ليودعوا الجميع من اجل ان يبدأوا هم ايضا بدايتهم الجديدة
في بيت هشام
مد يده وامسك بيدها وهو يقول : مبروك يا حبيبتي مبروك يا منة
منة بخجل : مبروك يا هشام
هشام : اول حاجة نصلي ركعتين عشان ربنا يباركلنا في حياتنا ويبعد عننا الشيطان اتفقنا
منة بسعادة : اتفقنا
هشام : اوعدك ان حسعدك وعمري ما حازعلك ابدا يا منة
منة : وانا كمان اوعدك
هشام : بس في سؤال جوايا نفسي اسأله ممكن يا منة
منة : ممكن يا هشام
هشام : يا تري انتي لسه شايفني يا منة هشام بتاع زمان ولا خلاص صدقتي توبتي
منة بحب : انا دلوقتي مبقتش شايفة غير هشام اللي تاب بجد ، اقولك مبقتش شايفة غير هشام حبيبي وبس
وفي بيت عصام
عصام : تعالي جنبي هنا يا ام عتريس
نفيين بضحك : ايه الاسامي دي كحلوش وعتريس
عصام ضاحكا : انت متخيلة انا وحازم نجيب ايه
نفيين : بس احنا حنجيب بنوتة نقي اسم حلو
عصام : اسم حلو يبقي حلواتهم
نفيين ضاحكة : حلواتهم ، وابقي انا ام حلواتهم
عصام ضاحكا : وانا ابو حلواتهم
نفيين : ماشي
عصام : نفيين ممكن اسألك سؤال
نفيين : ممكن
عصام : يا تري انتي لسه شايفني عصام بتاع زمان ولا خلاص صدقتي توبتي
نفيين بحب : انا دلوقتي مبقتش شايفة غير عصام اللي تاب بجد ، اقولك مبقتش شايفة غير عصام حبيبي وبس
واخيرا في بيت حازم
اقترب بخطوات خفيفة حتي لا يستيقظ يوسف وجلس مجاورا لندي
حازم : ايه يا قمر هو احنا مش حنعيد انهاردة ولا ايه
ندي مبتسمة : كل سنة وانت طيب يا زومة
حازم : بقولك ايه يا ست ندي ، انا مستحمل من يوم ما ولدتي ، يعني المفروض انهارده افراج بقي ولا ايه
ندي بحب : لا انا اول واحدة صدقت توبتك صدقتها يوم ما قريت الكارت يوم ما قولتي انك حتكون حازم التايب ، انا دلوقتي شايفة قدامي حازم حبيب ندي حازم اللي اتولد علي ايدين ندي من جديد
بين ماذا قدمت لحياتي —————— ايامك ولياليك وعمرك الذي بين جنباتك
وبين يا ليتني قدمت لحياتي —————-لحظة قد يدركك فيها الموت بغتة
لحظات تأتيك من الله عز وجل ليبصرك بنفسك ——— و ليعطيك فرصة